أيها البحر !
إذا احتدم الصيف جعلت أنت أيها البحر للزمن فصلا جديدا يسمى " الربيع المائي "
وتنتقل إلى أيامك أرواح الحدائق ، فتنبت في الزمن بعض الساعات الشهية كأنها
الثمر الحلو الناضج على شجر ه
ويوحي لونك الأزرق إلى النفوس ماكان يوحيه لون الربيع الأخضر ، إلا أنه أرق والطف .
ويرى الشعراء في ساحلك مثل ما يرون في أرض الر بيع ، أنوثة ظاهرة ، غير أنها تلد المعاني
لاالنبات
في " الربيع المائي " يجلس المرء ، وكأنه جالس سحابه لافي الأرض ويشعر كأنه لابس
ثيابا من الظل لامن القماش ؛ ويجد الهواء قد تنزه عن أن يكون هواه التراب .
وتخِفُّ على نفسه الأشياء ، كأن بعض المعاني الأرضية انتزعت من المادة وهنا يدرك
الحقيقة : أن السرور إن هو إلا تنبه معاني الطبيعة في القلب
من كتاب وحي القلم للرافعي